استكمالًا للتحليل
Burnout Paradise: تحفة فنية في عالم السباقات المفتوح 2008
انطلقت Burnout Paradise في عام 2008، وهي من تطوير الاستوديو المبدع Criterion Games، وتم نشرها بواسطة شركة Electronic Arts العملاقة، لتغزو أجهزة PlayStation 3 و Xbox 360 و Microsoft Windows. ولم تكتفِ بذلك، بل توفرت لاحقًا على متجر PlayStation Store ومنصة Xbox Live عبر خدمة Games on Demand. تجدر الإشارة إلى أنها أُدرجت ضمن مجموعة الألعاب المذهلة المصنفة تحت مسميات Greatest Hits وPlatinum Hits، لتؤكد مكانتها الرفيعة في عالم الألعاب. وفي خطوة تثري تجربة اللاعبين، أُضيفت إلى قائمة الألعاب المتوافقة مع جهاز Xbox One اعتبارًا من نوفمبر 2016. وتاريخيًا، تُعد هذه اللعبة بمثابة باكورة إصدارات سلسلة Burnout على نظام التشغيل Windows، مما يمثل علامة فارقة في مسيرة السلسلة.
تتميز اللعبة بأسلوب لعب فريد يعتمد على عالم مفتوح ساحر يُعرف باسم "Paradise City"، حيث ينطلق اللاعبون في مغامرات لا حدود لها، ويخوضون تشكيلة واسعة من السباقات المثيرة. وبالإضافة إلى ذلك، يُتاح نمط اللعب الجماعي عبر الإنترنت، الذي يضفي بُعدًا جديدًا من التنافس والتحدي، مع أوضاع لعب مبتكرة مثل نمط "Cops and Robbers". ولم تتوقف Criterion Games عند هذا الحد، بل أطلقت تحديثات مجانية قيّمة أثرت التجربة، وأضافت ميزات إضافية مثل نظام تعاقب الليل والنهار الذي يزيد من واقعية اللعبة، وإدخال الدراجات النارية التي تضفي تنوعًا وتشويقًا. ولمن يبحث عن المزيد، تضمن المحتوى المدفوع سيارات جديدة فائقة السرعة ومنطقة جديدة فائقة الجمال قابلة للاستكشاف تُعرف باسم "Big Surf Island".
عندما ظهرت Burnout Paradise لأول مرة، استقبلها النقاد بحفاوة بالغة، وأشادوا بجميع جوانبها تقريبًا. ويكفي أن نذكر أن موقع GameRankings المرموق منحها متوسط تقييم بلغ 88٪، بينما منحها موقع Metacritic الشهير درجة 88 من 100. وفي عام 2008، حصدت اللعبة مجموعة من الجوائز المرموقة، بما في ذلك جائزة أفضل لعبة قيادة من قناة Spike TV وموقع GameTrailers وموقع GameSpot، مما يؤكد مكانتها المتميزة في عالم ألعاب الفيديو. أشاد المراجعون بالإجماع بإحساس السرعة المذهل الذي تقدمه اللعبة، وأعربوا عن إعجابهم الشديد بطبيعة العالم المفتوح الذي قُدّم لأول مرة في تاريخ سلسلة Burnout، مما يمثل نقلة نوعية في أسلوب اللعب. وذهب البعض إلى حد اعتبار Burnout Paradise واحدة من أعظم ألعاب الفيديو التي تم إنتاجها على الإطلاق، لما تتمتع به من عناصر إبداعية وتجربة لعب فريدة.
في وقت لاحق، صدر إصدار مُحسّن بعنوان Burnout Paradise Remastered، يتضمن جميع المحتويات القابلة للتنزيل باستثناء حزمة "Time Savers Pack"، مع دعم مذهل لشاشات العرض ذات الدقة العالية، مما يضفي وضوحًا وروعة على الرسومات. أُطلق هذا الإصدار في 16 مارس 2018 لأجهزة PlayStation 4 و Xbox One، وفي 21 أغسطس من العام نفسه على أجهزة Windows من خلال منصة Origin التابعة لشركة EA، وتوفّر لاحقًا على منصة Steam الشهيرة. للأسف، أُغلقت خدمات اللعب الجماعي للإصدار الأصلي نهائيًا في أغسطس 2019، مما يمثل نهاية حقبة بالنسبة للعديد من اللاعبين. وفي 19 يونيو 2020، صدر الإصدار المحسن لأجهزة Nintendo Switch مع دعم لخوادم الإنترنت الجديدة، ليمنح اللاعبين فرصة الاستمتاع بهذه التحفة الفنية على جهازهم المحمول.
تدور أحداث عالم لعبة Burnout Paradise في بيئة مفتوحة وشاسعة، وتمنح اللاعبين حرية مطلقة في التقدّم وفقًا لسرعتهم الخاصة ومستويات مهاراتهم، إذ لا تفرض اللعبة إطارًا جامدًا أو تسلسلًا إجباريًا للأحداث كما هو الحال في العديد من الألعاب الأخرى. وفي تصريح له، أوضح Alex Ward، المدير الإبداعي في فريق Criterion Games المطوّر للعبة، أن هذا الإصدار يُعد "إعادة ابتكار كاملة" لسلسلة Burnout، وأكد أن تقديم تجربة لعب من الجيل الجديد يتطلب بناء لعبة من الجيل الجديد منذ البداية. والجدير بالذكر أن دورة الليل والنهار لم تكن موجودة عند الإطلاق، ولكنها أُضيفت لاحقًا من خلال تحديث برمجي قيّم حمل اسم "Davis"، مما يعكس التزام المطورين بتحسين اللعبة باستمرار. ولأول مرة في تاريخ السلسلة، تُسجل الإحصائيات بدقة على رخصة قيادة اللاعب، مثل أسرع زمن وأكبر تصادم في كل شارع داخل اللعبة، مما يضفي طابعًا شخصيًا على التجربة. وعند إنجاز الفعاليات بنجاح، يرتفع تصنيف السائق، مما يفتح الباب للحصول على سيارات جديدة ومثيرة.
تم استبدال نظام "Crash Mode" المعتاد في الإصدارات السابقة من السلسلة، والذي كان يخصص أوضاعًا محددة لإحداث أكبر عدد من التصادمات، بنظام جديد ومبتكر يُدعى "Showtime"، ويمكن تفعيله في أي وقت وأي مكان داخل اللعبة، مما يمنح اللاعبين حرية أكبر في التعبير عن أسلوبهم. يختلف هذا النظام الجديد تمامًا عن النظام السابق، فبدلًا من الاصطدام عند تقاطع مزدحم ومشاهدة النتائج، يعتمد Showtime على إبقاء السيارة ترتدّ وتتدحرج لأطول فترة ممكنة من أجل تجميع أكبر عدد ممكن من النقاط. وخلال السباقات، يتمتع اللاعب بحرية اختيار أي مسار يفضّله للوصول إلى خط النهاية، مما يضفي عنصرًا من الاستراتيجية والتخطيط على اللعبة. وتبدأ السباقات والمهمات الأخرى ببساطة عبر التوقف عند إشارات المرور والضغط على دواسة الوقود والفرامل في آن واحد، مما يجعل عملية الانطلاق سهلة وميسرة. وتتيح اللعبة كذلك تعديل إعدادات السباقات، مثل كثافة حركة المرور، والمسارات المستخدمة، واختيار السيارات المشاركة حسب نوع قوة الدفع الخاصة بها، مما يمنح اللاعبين القدرة على تخصيص التجربة وفقًا لتفضيلاتهم.
جرى تطوير نظام الضرر في اللعبة بشكل كبير، حيث أصبح يحتوي على نوعين من الحوادث وفقًا لحالة السيارة بعد الاصطدام، مما يزيد من واقعية اللعبة. إذا احتفظت السيارة بجميع عجلاتها ولم يتضرر الهيكل الأساسي، يُسمح للاعب بالاستمرار في القيادة، ويُطلق على هذه الحالة اسم "القيادة بعد الحادث". أما إذا فقدت السيارة إحدى عجلاتها أو تعرّض المحرك لأضرار بالغة أو انقلبت السيارة على أحد جانبيها أو خرجت عن حدود الخريطة، تُصنف حينها على أنها "محطمة"، ويضطر اللاعب للانتظار حتى يتم إعادة ضبطها. وتتميز السيارات بتصميم واقعي، حيث تتشوّه وتتغير ملامحها بصريًا تبعًا للأشياء التي تصطدم بها.
تحمل السيارات في هذا الإصدار أسماء لمصنعين وأطرزة مستوحاة من الواقع، مما يضفي لمسة من الأصالة. ومع ذلك، لا يمكن تعديل أدائها أو شكلها باستثناء تغيير لونها. ويمكن تغيير اللون في الوقت الفعلي عبر المرور بمحطة طلاء أو اختياره قبل بدء القيادة، مما يوفر للاعبين خيارات تخصيص بسيطة لكنها ممتعة. وتتوفر أيضًا تغييرات فورية مثل التوجه إلى محطة وقود لإعادة تعبئة عدّاد السرعة التوربيني، أو دخول ورشة إصلاح لإعادة صيانة السيارة تلقائيًا، مما يسهل على اللاعبين الحفاظ على سياراتهم في أفضل حالاتها.
بالنسبة إلى اللعب الجماعي، جرى الاستغناء عن أنظمة الانتظار التقليدية (Lobby) واستُبدلت بنظام مبسّط وسهل الاستخدام يُعرف باسم "Easy Drive". وخلال القيادة، يمكن الضغط على زر السهم الأيمن لفتح قائمة Easy Drive في زاوية الشاشة، والتي تتيح دعوة الأصدقاء مباشرة من القائمة، وبعد انضمامهم يمكن لمنشئ الجلسة اختيار التحدي أو الحدث الذي يريد الجميع المشاركة فيه، مما يجعل عملية اللعب الجماعي سلسة وممتعة. وتوفر اللعبة أيضًا ميزة "Mugshots" المبتكرة، التي تستخدم الكاميرا على أجهزة مختلفة مثل الحاسوب الشخصي، كاميرا PS3، Xbox Live Vision، كاميرا PS4، وKinect على Xbox One، حيث تُلتقط صورة للاعب عندما يتم القضاء عليه وتُعرض على اللاعب الآخر، وتُحفظ هذه الصور في ذاكرة الجهاز إن أراد اللاعب ذلك، مما يضفي لمسة من المرح والتحدي على اللعبة.